أعيد الربيع تجدد للحياة
شم النسيم من أجمل المناسبات في مصر وأروعها ، وهو فرصة جميلة لانطلاق الأسر والإحساس بالبهجة وجمال الطبيعة ، ويعود الاحتفال بيوم شم النسيم إلي عهد الفراعنة ، بمناسبة انتهاء فصل الشتاء وقدوم فصل الربيع والتمتع بصحبة الطبيعة .
وقد تغني الشعراء في الربيع كثيراً وقالوا كلاماً أصفي من الأديم وأرق من النسيم ولعل من أجمل ما نذكره من الشعر العربي ما قاله لنا " البحتري " مصوراً الحياة في عيد الربيع في مشهد بديع :
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا
من الحسن حتى كــاد أن يتكلما
وقد نبه النيروز في غسق الدجى
والتنبيهات العديدة التي يوجهها الأطباء للمواطنين ، إلا أن وجهات النظر الشعبية للكثير من المواطنين المصريين فلا يمر شم النسيم من دون تناول الفسيخ والسمك المملح ومعه البصل وبعض التحابيش " كالخس والليمون والحمص الأخضر " .
ولأن أكلة "الفسيخ" الشعبية تحلو جداً في نظر الطبقات المختلفة من المصريين خلال أعياد شم النسيم ، يقدم د. سعيد شلبي مجموعة من النصائح التي تساعد ربة المنزل وأسرتها في التصدي لأخطار تناول الفسيخ :
ــ ضرورة شراء الفسيخ من مصادر موثوقة لضمان النظافة بقدر المستطاع لتجنب مصادر التلوث الغذائي , وأن تكون عملية التمليح قد تمت في براميل خشبية وليس في صفائح مغلقة حتى لا تتوافر البيئة أللا هوائية التي تساعد علي تكاثر ميكروب الكلوستريديم بوتيولينم الخطير الذي يسبب التلوث الغذائي لطعام الإنسان.
ــ يمكن تجميد الفسيخ قبل استخدامه لمدة48 ساعة لقتل ما به من طفيليات إذا كان قد تم تمليحه لفترة غير كافية.
ــ يجب عصر الليمون علي الفسيخ حيث إن هذا الوسط الحامضي لا يناسب وجود البكتريا.
ــ يمكن قلي الفسيخ في الزيت قبل تناوله.
ــ الحرص علي عدم تناول كميات كبيرة منه لمحتواه المرتفع من الملح, خصوصا للمرضي حيث لا يسمح لهم إلا بتناول قطعة صغيرة فقط من الفسيخ تجنباً لأضرار الملح أو البروتين الزائد عن المسموح به ويحظر تناول الفسيخ بالنسبة للمرضي الممنوعين من الملح أو البروتين الحيواني.
أوائل ورد كن بالأمــس نومـا
يفتقهـا بـرد الندى فكأنـــه
يبـث حديثـاً كان قبل مكتمــا
فمن شجر رد الربيــع لباسـه
عليه كمـا نشـرت وشيا منمنما
ورق نسيم الريح حتـى حسبتـه
يجيء بأنفـاس الأحبـة نعمــا
الاحتفال بشم النسيم
يخرج المحتفلون بعيد شم النسيم جماعات إلى الحدائق والحقول والمتنـزهات ، ليكونوا في استقبال الشمس عند شروقها، وقد اعتادوا أن يحملوا معهم طعامهم وشرابهم، ويقضوا يومهم في الاحتفال باليوم ابتداء من شروق الشمس حتى غروبها، ويحملون معهم أيضاً أدوات لعبهم ، ومعدات لهوهم، وآلات موسيقاهم .
وتتزين الفتيات بعقود الياسمين (زهر الربيع)، ويحمل الأطفال الزهور والورود الجميلة ، وتشكل المحافظات المصرية خاصة الساحلية منها فرق طوارئ ، استعدادا لما تشهده تلك المحافظات من تدفق كثيف لقضاء اليوم علي الشواطئ .
الأكلة الشعبية " الفسيخ "