بحث عن التلوث

موضوع: بحث عن التلوث الأحد سبتمبر 25, 2011 7:17 am

بحث عن التلوث
المقدمة
يعتبر تــلوث الماء من أوائل الموضوعات التي اهتم بها العلماء والمختصون بمجال التلوث، وليس مـن الغـريب إذن أن يكـون حجـم الدراسات التي تناولت هذا الموضوع أكبر من حجم تلك التي تناولت باقي فروع التلوث .
لماذا نهتم بتلوث الماء؟
أولاً: أهمية الماء وضروريته ، فهو يدخل في كل العمليات البيولوجية والصناعية ، ولا يمكن لأي كائن حي مهما كان شكله أو نوعه أو حجمه أن يعيش بدونه ، فالكــائنات الحية تحتاج إليه لكي تعيش ، والنباتات هي الأخرى تحتاج إليه لكي تنمو ، وقد أثبت علم الخلية أن الماء هو المكون الهام في تركيب مادة الخلية ، وهو وحدة البناء في كل كائن حي نباتً كان أم حيواناً ، وأثبت عـلم الكيمياء الحـيوية أن المـاء لازم لحـدوث جمـيع التفاعلات والتحولات التي تـتم داخل أجسـام الأحيـاء فهـو إما وسط أو عامل مساعد أو داخل في التفاعل أو نـاتج عنه ، وأثبت علم وظائف الأعضاء أن الماء ضروري لقيام كل عضو بوظائفه التي بدونها لا تتوفر له مظاهر الحياة ومقوماتها .
إن ذلك كـله يتسـاوى مع الاية الكريمة التي تعلن بصراحة عن إبداع الخالق جل وعلا في جعل الماء ضـرورياً لكل كائن حي ، قال تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ) الأنبيــاء /30 .
ثانياً: أن الماء يشغل أكبر حيز في الغلاف الحيوي ، وهو أكثر مادة منفردة موجودة به ، إذ تبلغ مسحة المسطح المائي حوالي 70.8% من مساحة الكرة الارضية ، مما دفع بعض العلماء إلى أن يطلقوا اسم ( الكرة المائية ) على الارض بـدلا مـن الكـرة الأرضية . كما أن الماء يكون حوالي( 60-70%) من أجسام الأحياء الراقية بما فيها الانسان ، كما يكون حوالي 90% من أجسام الاحياء الدنيا وبالتالي فإن تلوث الماء يؤدي إلى حدوث أضرار بالغة ذو أخطار جسيمة بالكائنات الحية ، ويخل بالتــوازن البيئي الذي لن يكون له معنى ولن تكون له قيمة إذا ما فسدت خواص المكون الرئيسي له وهو الماء .
- مفهـــوم التلــوث:
إن المياه الملوثة عدو خطير من أعداء المجتمع الإنساني. فهذه المياه تقتل الملايين من البشر كل عام في مختلف أنحاء العالم. وكما يوضح تقــرير جديد صادر عن منظمة الأغذية والزراعة فإن القطاع الزراعي يسهم بقسط لا يستهان به من تلــوث الميـاه، إذ يستهلك في المتوسط سبعين في المائة (70%) من إمدادات الميـاه السطحية على الصعيد الدولي علماً بأن كميــات ضخمة من هذه الإمدادات تعـتيد الكرَّة بما تضخه العمليات الزراعية من ملوثات، كالمبــيدات والأسمــدة الكيميائية في مصادر الميــاه السطحية والجوفية
ويعتبر تلوث المياه الآن ظاهرة عالمية وإن كانت أكثر شيوعا لدى البلدان الغنية منها في البلدان النامية، وذلك بسبب التلوث الكيميائي الناجم عن الإستخدام الأوسع للأسمدة والمبيــدات. وبهذا الصدد يقول خبير المنظمة الدكتور آروموغام كانديا: لم يعد بالمستطاع في العديـد من البلـدان حل مشكلة التلوث بطرح الملوثات في الأنهـار والبحيرات. إذ أننا نواجه تراكما للمواد الملوثة الخطيرة على نحو يلحق الضرر بمصادر الميـاه العذبة
لذا يحذر العديد من الخبراء من قرب اندلاع أزمة يمكن أن تهدد الأمن الغذائي العالمي. ويؤكـد تقـرير المنظمة أنه ما لم تتخذ التدابيـر اللازمة لكبح التلوث فإن مصايد الأسمـاك بالمناطق الساحلية، وفي الميـاه العذبة ستـشهد مزيـدا من التدهور. وليس هذا بالخطر الوحيد فحسب؛ فالتقرير يحذر أيضا من أنه: إذا كانت تكاليف العلاج ستتجاوز الفوائد الاقتصادية، فلسوف تفقد المشروعات الانمائية أهليتها في الحصول على القروض الائتمانية
وعلى ضوء الحاجة الى زيادة الانتاج الغذائي لتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من سكان العالم يتجلى التحدي الماثل في ضمان ألا تضر الأساليب الزراعية بنوعية الميـاه. وحتى هذا الوقت، فإن القيـود التي تفرضها الوكالات البلـدية والحكومية في العديـد من البلـدان الغنية والنامية قـد نجحت في كبـح التلوث النـاجم عن المصانع، إلا أن الأمر يتطلب الآن إستراتيجية تكفل ضبط التلوث عند بوابات المزارع. فما السبيل الى ذلك؟
يقول الدكتور كانديا: إن من الضروري أن يدرك المزارعون ما تتركه أنشطتهم الزراعية مـن آثـار على نوعية المياه أسفل الأنهار. فإذا كانوا يتسببون في التلوث، فإن عليهم إتخـاذ تدابير وقـائية كبنـاء محابس للغرين أو ما شـابه ذلك. ومن بين الوسـائل المتـاحة إدراج تكاليف الإجراءات العلاجية في تكلفة الإنتاج.

ويتطلب مثل هذا النهج تثقيف المزارعين والمخططين الزراعيين. ووفقا للدكتور كانديا فنحن: بحاجة الى خلق تفهّم علمي للأمر. ويقتضي ذلك توفير التدريب على مختلف المستويات. ومن بيـن الإقتراحات المطـروحة التوسع في النشر الإلكتروني للمعلومات والمشورة ذات الصلة بالممارسات المثلى لادارة الأراضي والمياه عبر شبكة إنترنت العـــالمية.
التلوث هو مـــقدار نســبي مرتبط إرتبــاطا وثــيقا بالنشاط البشري ،فتعريفه حسب المنظمة
للصحة *OMS* هو كــل شيء يفـــقد الماء نقاوته أو شفافيته وبالتالي فهو يكسب الماء طبيعة غير إعتيادية.
وبتعريف آخر فإن التلوث هوإدخال أي مادة أو مركب إلى المحتوى الاصلي للمادة والذي يؤدي إلى التغير في اللون أو الطعم أو الشكل أوالرائحة للمادة الأصلية.
2 أنواع التلوث:.
هناك ستة انواع من التلوث:
*عضوي
*كيميائي
*ميكروبي ( جرثومي )
*فيزيائي
*إشعاعي
*حراري
أ-التلوث العضوي: هذا النوع ينتج أساسا من مياه الصرف الصناعية والحضرية ونجده على نوعــين:

- تلوث عضوي ذو تقهقر حيوي
- تلوث عضوي بدون تقهقر حيوي

فالنوع الأول يظهر بجزيئات بسيطة (سكريات) وهي سهلة الهضم من طرف الدقائق الحية،المواد ذات التقهقر الحيوي تسبب نقص في نسبة الأو كسجين المنحل في المجرى المائي ولهذا من الضروري أن تخفض من كمياتها قبل صرفها ،أما النوع الثاني من التلوث العضوي (دون تقهقرحيوي) فإنه يشمل جزيئات أكثر تعقيدا، وهذا يحدده الطلب البيولوجي للأوكسجين في اليوم الخامس والطلب الكيميائي للأوكسجين.
التلوث الكيميائي:.ب
ينتج هذا التلوث من المخلفات الصناعية الأكبر أو الأقل ضررا وهذا تبعا للمركبات المنحلة في الماء و تركيزها فيه،في حقيقة الأمر بعض المعادن السامة لاتحدد بواسطة القيا سين
كالأحماض والقواعد ، الأملاح، النحاس ، الزئبق، الكروم،بل تحدد ( DCO و DBO5)
بواسطة قياسات أخرى مثل :الإمتصاص الذري ...إلخ

جـ . التلوث الميكروبي:
يعتبر هذا النوع من التلوث أكثر خطورة من الناحية الصحية ويحدد بواسطة التحاليل البيولوجية ، يمكن للماء أن يكون نقي بدون رائحة أو لون ولكن يمكن أن يتلوث ببكتيريا أو بفيروسات معرضة أومسببة للأمراض.
التلوث الفيزيائي:.د
هو تلوث واسع الإنتشارعلى المراكز السطحية للمياه ويتمثل في الرواسب كالرمل ، الحصى ، الدقائق المعدنية أو على شكل مجرى الكلس(الجير) في القنوات الكربونيةالكلسية وسولفات الكالسيوم
هـ. التلوث الحراري:
هذا النوع من التلوث يخص مياه التبريد لبعض الوحدات الصناعية ، فتـــزايد إحتياجاتها يطرح مشكل عــويص ،وهوإرتفاع درجة حرارة الأدوية و الأنهار القريبة من الهياكل الصناغية والحضرية بحوالي 10 إلى 15 م°عن درجة الحرارة الإعتيادية وهذا ما يجعل كمية الأوكسجين في الماء في تناقص مستمربسبب تأثرها بدرجة الحرارة مما يؤثر سلبا على الحياة المائية مسببا في موت الأسماكوالنباتات الحية.

و. التلوث الإشعاعي:
يعتبر هذا التلوث من هموم العصر الحديث لما يحمله من خطورة و انتشار سريع ويسمى بإشعاعي على وجود بعض العناصر الإشعاعية في المياه( المستشفيات،مخابر البحوث).
ملاحظة: كل من التلوث الإشعاعي و الحراري قليلي الوجود أو منعدمين في الجزائر.
3. مصادر المياه الملوثة :
تأتي المياه الملوثة من مصدرين رئيسين وهما:
:1.3 . مياه الصرف الحضرية
إن التلوث الحضري ناتج عن السكب المتواصل لمياه الصرف المنزلية والمطرية. ففي الواقع المياه القذرة يتم رميها مبـــاشرة في البحر بدون معالجة أولية وهذا بسبب توقف محطة معـــالجة المياه حيث أن مياه الصرف الحضرية تنقسم إلى قسمين هما:
أ. المياه المنزلية: تشمل على:
*1*مياه الغسيل: تتمثل في ميــاه ا لمطبخ حيث تحتوي هذه المــياه على المــواد العالقة ومـواد منحلة عضــوية أو معدنية غنية بالدهون المزالة بواسطة مــواد التنظيف المختلفة المستعملة لغسل الأواني.
*2*مياه الصمامات: هذه المياه آتية من المراحيض تتكون من البول والبراز اللذين ينحلان بواسطة ماء خزانات المراحيض.
- إذن المياه المنزلية الملوثة تشمل خاصة المواد العضوية القابلة للتقهقر الحيوي التي تتصف بنسبة عالية من آزوت الأمونيا ، المواد العالقة والمواد المنحلة.
2.3 . المياه الصناعية:
مركبات هذه المياه مرتبطة مباشرة بنوع الصناعة المطبقة،هذه المياه تحتوي على مركبات عضوية ومعدنية التي يمكن أن تصبح سامة في بعض الأحيان .
ومن الجلي أن الحاجة تدعو الى إطارٍ تشريعي يتضمن المعايــير الجديدة التي ينبغي أن تشرف على تطبيقها هيئات الرقابة. غير أنه عوضا عن فرض التدابير العقابية على المزارعين الذين يخالفون التشريعات البيئية،كما يحدث في أوروبا فقد يكون من الأفضل توفير حـوافز داخلية لتشجيع المزارعين على رصد نوعية المياه وإتباع الأساليب المثلى .
الماء وأهم ملوثاته الكيميائية وطرق معالجتها:
يعتبر الماء مـن العوامل الأساسية في بقاء الكائن الحي على هذه الأرض وهو مـن النعــم العـظيمة التي حبـاها الله للإنسان , لأنه مـن خلال المـاء دبـت الحـياة وذلك تحقـــيقا لقـوله تعالـى فــي ســورة الأنبيـــاء آيـة 29 " وجعلنا من الماء كل شيء حي " , ويعود سبب أفضلية الماء دون غيره مـن المذيـبات منها تـوافره في الطـبيعة حيـث يغطي الماء ثـلاثة أربـاع الكرة الأرضية ويتغلغل في اليـابسة على هيئة مـياه سطحية وميـاه جـوفية ويعتبر مذيـبا مستقطبا مثاليا للعديد مـن المواد العضوية ويعتبر المـاء ارخص المذيبات على الإطـلاق وتتوافر فيه كـفة شروط الأمان وله خواص فيزيائية فريدة . وتواجـد المـاء بالنسب التالية في الكرة الأرضية فالمحيطات تمثل ( 97.3 % ) , المــاء العـذب يمثل ( 2.7 %) نجــد الجـليد بالمنـاطق القطبــية يمثل( 77.2 %) والمـاء الجوفي( 22.4 %) ومـاء البحيرات والمستنقعات (0.34 %) وفي الغلاف المائي (% 0.04) وفـي الأنهـارو المجـاري المـائية ( 0.01 %). ومـن هنا حرص الباحثون في مجال المياه على إجراء الدراســات على المـاء واهم المـلوثـات التي يتعرض لـها بفعل الأنشـطة البشرية المتنوعة سواء كـانت زراعـية أو صناعية أو خاصة , وبالتالي حرصت على التطرق إلى هذا المـوضوع المتعلق بالمياه بشكـل من التفصيل.