لغة عربية درس 1- أنت حر ما لم تضر

1- أنت حر ما لم تضر " حفظ "


ليس هناك شيء في حياة الإنسان أعظم من الحرية ؛ لأنها أكثر ما يميز حياة البشر ، ولكننا نحاول من خلال هذا النص أن نعرف حدود حرية الإنسان وهل الحرية بلا قيود نافعة أم ضارة بالمجتمع ؟ وهل الإنسان حر في نفسه أم أن هناك ما ينظم هذه الحرية ؟ وإذا كان للمجتمع الحق في التحكم في حرية الفرد وسلوكه ، فما حدود هذا التحكم ؟

عَن النُّعْمَانَ بْنِ بَشِيرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ، مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ تْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا ( رواه البخاري

اللغويات
الكلمة مرادفها الكلمة مرادفها
مثل شبيه ونظير أعلاها الجزء الأعلى فيها مؤنثها " عليا "
القائم المتولي والمشرف استقوا من الماء أرادوا أن يشربوا
حدود الله المراد بها الأوامر والنواهي نصيبنا الجزء الذي يقيمون فيه من السفينة
الواقع فيها المخالف لتعاليم الله ومنهجه والتارك لها الخرق الثقب
قوم جماعة لم نؤذ لم نضر
استهموا اقترعوا " اقتسموا " ما أرادوا يقصد بها إحداث ثقب في السفينة
أصاب أخذ ونال أخذوا علي أيديهم منعوهم بالقوة
الجمع
الكلمة الجمع الكلمة الجمع
مثل أمثال أعلاها أعالي
القائم القائمون الماء المياه / الأمواه
قوم أقوام حد حدود
سفينة سفن نصيب أنصبة / أنصباء / نُصب
المضاد
الكلمة مضادها الكلمة مضادها
أعلاها أسفلها شرب ظمأ
تحتهم فوقهم نجا هلك
ننفع نضر نؤذ ننفع
ترك أخذ أخذوا تركوا

شرح الحديث :-
هذا مثل عظيم يُشبه فيه الرسول حال الناس وموقفهم مما يكون في المجتمع بحال قوم ركبوا سفينة فاقتسموا أماكنهم فيها بطريق القرعة، فكان من نصيب بعضهم الجزء الأعلى من السفينة، وكان من نصيب الآخرين الجزء الأسفل منها، وكان لابد لأهل السفل من الماء، فكانوا يصعدون لأعلى السفينة ليستقوا الماء، ولما كان ممرهم على أهل العلو فقد تأذوا بـهم؛ إذ ربما أصابـهم شيء من رشاش الماء أو أُقلقوا وقت راحتهم أو غير ذلك، فلما رأى أهل السفل تأذي أهل العلو بـهم عزموا على أن ينقبوا في نصيبهم نقباً يحصلون منه على الماء دون الحاجة إلى إيذاء من فوقهم، ولم يدر هؤلاء أن هذا الخرق الصغير سيؤدي إن تُرك إلى هلاك الجميع ويكون معنى (أصغر خرق) هو - أوسع قبر.
ويبين الرسول الكريم أن الأمر لا يخلو حينئذ من إحدى نتيجتين: إما أن يقوم أهل العلو بواجبهم في منع هذه الكارثة فينجو الجميع؛ وإما أن يتركوهم وشأنـهم بدعوى أن هذا نصيبهم يفعلون فيه ما يشاءون، وحينئذ تكون النتيجة الحتمية هي هلاك الجميع .
والحديث الشريف يبين أنه هكذا تكون حال الناس في المجتمع فإنه لا يخلو مجتمع من بعض صور المنكر والفساد التي يقدم عليها ضعاف الإيمان، وقد يلتمس بعضهم لنفسه مبرراً في ما يفعل كأن يقول هذه حرية شخصية، وأنا حر أصنع في ملكي ما أشاء، فإن قام أهل الرشد بواجبهم في إنكار هذه المنكرات والأخذ على أيدي الظالمين صلح المجتمع ونجا الجميع من غضب الله عز وجل، وأما إن تقاعسوا عن هذا الواجب وغلبت كلمة المداهنين فإن العقوبة الإلهية تعم الجميع، وتلك سنة إلهية لا تتغير.

مواطن الجمال

 القائم علي حدود الله :- تصوير جميل لتعاليم الله بالحدود والمتمسك بها بصورة القائم الحارس لها .
 الواقع فيها :- تصوير لمن يخالف تعاليم الله بمن يتخطي الحدود ويقع في المخالفة ويرتكب المعصية .
 لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً :- تعبير يدل علي عدم الإحساس بالمسئولية .
 أخذوا علي أيديهم :- تصوير يدل علي منع الضرر بالقوة ومنع الحركة الفاسدة .
 " القائم علي حدود الله – الواقع فيها " ، " أعلاها - أسفلها " ، " تركوهم – أخذوا علي أيديهم " ، " هلكوا – نجوا " :- مقابلات توضح المعني .

أسئلة مجاب عنها

س1 ما أعظم شيء في حياة الإنسان ؟
 ليس هناك شيء في حياة الإنسان أعظم من الحرية ؛ لأنها أكثر ما يميز حياة البشر .

س2 وضح مفهوم الحرية في الإسلام ؟
 الحرية في الإسلام ليست مطلقةً ، ولكنها مقيدة بحدود الشرعية ومنافع المجتمع .

س3 ما المراد بحدود الله ؟
 المراد بحدود الله هي أوامر الله ونواهيه .

س4 كيف يحافظ الإنسان علي علاقته بالآخرين ؟
 عن طريق عدم إهمال حقوق الآخرين وتقديم المصلحة العامة علي المصلحة الخاصة .

س5 ما أهم ما يرشد إليه الحديث؟
 يرشدنا الحديث الشريف إلى :-
1. عظمة الرسول وسمو أخلاقه ، وحسن توجيهه وبلاغة أسلوبه .
2. وجوب الالتزام بمنهج الله وعدم الخروج عنه ، وذلك بإتباع أوامره واجتناب نواهيه .
3. وتقديم المصلحة العامة علي المصلحة الخاصة .
4. توضيح مفهوم الحرية ، فهي مقيدة بمنهج الله ومصلحة الأمة .
5. الحرص علي سلامة الجميع وحماية الأشرار من أنفسهم .

س6 ما صفات القائم علي حدود الله ؟
 العدل ، النزاهة ، تطبيق القانون علي نفسه و علي جميع أفراد المجتمع .

س7 ما الفرق بين القائم علي حدود الله والواقع فيها ؟
 القائم علي حدود الله ... هو المتولي والمشرف علي تنفيذ أوامر الله و نواهيه ومعاقبة من يخالف تلك الأوامر والنواهي .
 الواقع في حدود الله... هو المرتكب لتلك المعاصي والمنكرات.

س8 كيف اقتسم القوم السفينة فيما بينهم ؟
 أجروا قرعة فكان من نصيب بعضهم الجزء الأعلى من السفينة وكان من نصيب الآخرين الجزء الأسفل منها .

س9 لماذا تأذي أهل الطابق الأعلى من أهل الطابق الأسفل ؟
 لأن أهل الطابق الأسفل كانوا يصعدون لأعلي ليستقوا الماء فأقلقوا أهل الطابق الأعلى في وقت راحتهم أو ربما أصابوهم بشيء من رشاش الماء.

س10 ما الذي عزم عليه أهل الطابق الأسفل حتي لا يؤذوا أهل الطابق الأعلى ؟
 عزموا علي أن يخرقوا في نصيبهم خرقا يحصلون منه علي الماء دون الحاجة إلي إيذاء أهل الطابق الأعلى.

س11 ماذا كان يجب علي أهل الطابق الأسفل عمله لكي لا يؤذوا أهل الطابق الأعلى ؟
 كان يجب عليهم أن يستأذنوا منهم ويحددوا معهم موعدا مناسبًا لاستقـــاء المـــاء.

س12 ما الذي يشير إليه خرق السفينة ؟
 يشير إلي عدم الإحسـاس بالمسئولية ، والتفكير في المصـلحة الشخصيـة دون النظر إلي المصــلحة العـــامـــة.

س13 ما الذي يدعو إليه الرسول (ص) في حديثه الشريف ؟
 يدعوا إلي التفكير في مصلحة الجماعة العامة قبل مصلحة الفرد الخاصة .
 يدعو إلي الإسراع إلي معالجة الانحراف ليصلح المجتمع وينجو الجميع .

س14 ما أثر ما يدعو إليه الحديث الشريف علي الفرد والمجتمع ؟
 يتحقق الخير والسعادة والأمان لكل من الفرد والمجتمع .

س15 ما الفكرة الرئيسة التي يدور حولها الحديث الشريف ؟
 الفكرة الرئيسة ......... هي حدود حرية الفرد.

س16 بم ترتبط حرية الفرد ؟
 ترتبط بصالح المجتمع .

س17 ما الفرق بين " أخذوا علي أيديهم " ، " أخذوا بأيديهم " ؟
 أخذوا علي أيديهم ......... منعوهم بالقوة .
 أخذوا بأيديهــم .......... ساعدوهم وعاونوهم .

س18 من راوي الحديث الشريف ؟ وماذا تعرف عنه ؟
 راوي الحديث هو ( النعمان بن بشير ) ، أحد صحابة الرسول، وكان أول مولود ولد في الإسلام من الأنصار بعد الهجرة بأربعة عشر شهرًا فأتت به أمه ( أخت عبد الله بن رواحة ) تحمله إلى النبي (صلي الله عليه وسلم) فبشرها بأنه سيعيش حميدًا ويقتل شهيدًا ويدخل الجنة ، وقد كان والياً علي الكوفة في عهد ( معاوية ) .