أول من دعا للجودة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وصلاة وسلاما علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم .
لاشك ان ديننا الأسلامي دين العمل والاجتهاد وكذلك جميع الاديان السماوية حثت علي العمل ولكن أي عمل هذا هو السؤال أي عمل ؟ انه العمل المتقن الذي يخلو من الرياء والسمعة ، انه العمل الذي تبتغي به وجهه الله سبحانه وتعالي ولذلك قال ربنا سبحانه وتعالي " وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون " وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " وقال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه " حاسبوا انفسكم قبل أن تحاسبو وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم " ولو نظرنا إلي ما سبق نظرة متأنية لوجدنا أن الله لا يأمرنا بالعمل بل يأمرنا بإتقات العمل أي أن الله لا يقبل أي عمل ولكن يقبل من الأعمال ما كان متقنا الشيء الأخر أن الله ير ي أعمالنا ويطلع عليها ويحاسبنا بإعمالنا ومن هنا كان ولابد من تجويد العمل واتقانه وعندما يقول سيدنا عمر حاسبوا انفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا اعمالكم قبل أن توزن عليكم " فهذا هو التقويم الذاتي أن نحاسب أنفسنا ونزن أعمالنا ونحاول أن نزيد في الخير والأحسان ألا تري معي أن هذا هو مفهوم خطط التحسين ألا تذكر معي قول الرسول صلي الله عليه وسلم " من استوي يوماه فهو من الخاسرين " أي انه يجب علي كل إنسان أن يطور نفسه يوميا ولا يقف عند حد معين من العمل الجاد المستمر والهادف فالجودة أخي المسلم هي عمل اسلامي من البداية للنهاية تجويد العمل وتحسينه ولكن عندما نأتي ونطلب من الناس أن يلتزموا بالتجويد وخاصة في التعليم فلابد أن نراعي أمور دقيقة وخاصة أن التجويد ليس عمليه اجتهادية فردية ولكنها عمل جماعي يهدف عملا محددا بمواصفات محددة ولذلك يجب أن نراعي الأتي :
1- توفير الامكانيات اللازمة لعملية التطوير والتحسين والتجويد .
2- تدريب القائمين علي هذا التطوير تدريبا جادا وحقيقيا لاكسابهم القدرة علي التغيير والتطوير.
3- تغيير المفاهييم التي ترسخت في نفوس الكثيرين أن الجودة عبء وهم جديد جاء ليوضع علي كاهل المعلم والقائمين علي العملية التعليمية ، نعم ربما تكون عبء ولكن العاملين بالتعليم شعروا بهذا لأنهم لم يتدربوا ولم تتوفر لهم إمكانيات التطوير ، بمعني أخر تم إلقاء المدارس في البحر وطلب منهم العوم فيغرق من يغرق وينجوا من ينجوا هذه يعتبرها البعض حقيقة ، وبسبب هذا تعاني القيادة المدرسية معاناة ليس لها حد في عملية تغيير المفاهييم وغرس فضيلة التجويد في نفوس العاملين بالمدارس من خلال الجلسات الودية ، ومن خلال الاجتماعات , ومن خلال وحدات التدريب , ومع ذلك هناك فئات غير مقتنعة بالجودة ولا التطوير , ولذلك مطلوب من القيادة المدرسية أن تكون حكيمة وهادئة ومخططة ولها نظرة مستقبلية واضحة ودراسة الشخصيات والتعامل معها ومحاولة جذب كل فرد بالطريقة التي يحبها , ولذلك فأنا في يوم من الأيام كنت جالسا أمام التليفزيون أشاهد أحد البرامج الرياضية وكان جوزية قد عاد لتدريب نادي الأهلي مرة أخري فلاحظت أنه وضع شروطا كالمرتب ومدة العقد ومن سوف يقوم بالتدريب معه ويريد مدرب أحمال , ومدرب أخر لقياس مستوي أداء اللاعبين , ووعد بأن كل لاعب لا يؤدي دوره فلن يكون له مكانا في الفريق وقال كل هذا لصالح النادي والحصول علي الدوري فقلت في نفسي سبحان الله من أجل الحصول علي الدوري كل هذه الاجراءات والاحتياطات والامكانيات والتغيير والتبديل , فقلت ماذا أعددنا نحن للحصول علي جيل متميز متعلم فاهم واعي مدرك ناقد بناء ملتزم محبا لوطنه ........................... الخ ماذا أعددنا ؟ وما هي الشروط والضوابط والمعايير !!!!!
ومن أجل ذلك أخي المعلم وأختي المعلمة وأعزائي القائمين علي أمر التعليم هيا نخطط ونجود ونحسن , أنا عارف انك سوف تقول لي الحياة و المرتبات و الظروف و الأولاد وأنا أقول لك هيا نرضي الله في عملنا أولا فسوف يرضينا الله ويسد حاجتنا , تعالوا نقدم العمل ونترك الأجر علي الله , ولو وزنا الأمر بالمال لضاعت القيم والمباديء والأوطان , فهل لو وزن الجندي حياته بالمال فهل سوف يستشهد مدافعا عن وطنه وتخيل لو انه قال مرتبي 1000 ج فهل هذا المبلغ يستاهل اضحي بحياتي عند هذه اللحظة يضيع الوطن وهكذا أخي المعلم أختي المعلمة نحن كالجنود والشهداء لا يقدر عملنا بمال ولا بقيمة لأننا نأخذ الأجر الأكبر والأعظم من الله عملنا صدقة جارية مادام ينتفع من علمناهم بهذا العلم وكلما تشعب الانتفاع بالعلم اخذنا علي ذلك أجرا من الله وهكذا فنحن نحارب الجهل كما يحارب الجندي العدو فهل لو كنت أمام عدوك سوف تنام , سوف تقول لن أدافع عن نفسي لأنني اتقاضي أجرا بسيطا .هذه دعوة أرجوا أن تنال رضاكم
وإلي لقاء أخر في خواطر أخري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كامل السيد لطفي حسن